هذه الدراسة تبحث في قضايا التطور واللحن والقياس، في أصوات اللغة العربية وصيغها ودلالات ألفاظها. فالتطور ناموس الحياة واللغة العربية ظاهرة اجتماعية خاضعة لهذا الناموس، ومن الثابت أن عدة عوامل تساهم في هذا التطور، منها: العوامل البشرية والجغرافية والقومية والنحوية واللهجات المحلية وانتقال اللغة من السلف إلى الخلف.
والنهج المتبع في هذه الدراسة هو المنهج الاستقرائي الوصفي، بدءاً بتحديد المخارج الصوتية وألقابها وصفاتها، والعوامل التي تساهم في تطويرها، كاختلاف أعضاء النطق من جيل إلى آخر باختلاف البيئات والأجيال، وأثر البيئة الجغرافية، والأخطاء السمعية، ونظرية السهولة، وتفاعل أصوات الكلمة بعضها مع بعض، وحلول بعضها محل بعض، ثم تحليل الظواهر الصوتية المتطورة وأثرها في حدوث اللحن نحو ظاهرة التماثل، وظاهرة التعاير، وظاهرة النبر، وظاهرة التخلص من التقاء الساكنين، ثم الانتقال إلى معالجة قضايا التوهم في الصيغ وأثرها في التطور اللغوي، بدءاً من الفعل الماضي المجرد مزيداته مروراً بالأسماء المخالفة للقياس اللغوي في التثنية والجمع واسم المفعول واسم الفاعل، وصولاً إلى الصيغ المتفرقة في التذكير والتأنيث، وصيغ المبالغة، والمصدر الميمي، والمصدر الثلاثي، والمصادر من غير الثلاثي، والأسماء المؤنثة بالمعنى التي يضاف إليها علامة التأنيث خطأ، وأيضاً تم البحث في قضايا التوهم في تطور الدلالة في اللغة العربية والعوامل المؤثرة فيها، نحو: المعنى المجازي، وأساليب الاستعارة، والمشترك اللفظي، والأضداد، والترادف، بالإضافة إلى إثر الكلم المولد في تطور الدلالة اللغوية، وسعى إلى تصويب عينات من الأخطاء اللغوية الشائعة بمقتضى القياس اللغوي السليم، الذي يتفق ومنق اللغة وأوزانها، هذا وقد استند إلى أهم المعجمات، وهي: لسان العرب لابن منظور، ومتن اللغة للشيخ أحمد رضا، والمعجم الوسيط الصادر عن المجتمع العلمي في القاهرة.