القرآن الكريم كتاب الله المعجزة، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد. اشتملت آياته وسوره على أمور الدين والدنيا وانتظمت سعادة الأولى والآخرة، ونزلت هدى ونورا للبشر كافة، فقضت على الأوهام الباطلة والأساطير الكاذبة والعبادات الضالة، والأديان المنحرفة، وأحالت الظلام ضياء، والشقاء سعادة، واليأس أملا، والضلال هدى والهمجية مدنية، والجهل علما ومعرفة وفنا وأدبا وثقافة، ينبع من معينها الزاخر كل من رغب في الخير، وطمح إلى السلام والنور، ونقلت الإنسانية من عصر تسوده الفوضى وتشيع فيه مبادئ الطغيان والعبودية وسفك الدماء ونهب الأموال والأعراض، إلى حياة فيها رضى وأمن وطمأنينة وسلام وحرية وعدل وإخاء، وعمران وحضارة وضعت لسعادة الناس والجماعات والشعوب الإنسانية.
قال تعالى : وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين [الإسراء 82]
فالقرآن الكريم هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة وإذا أحسن العليل التداوي به ووضعه على دائه بصدق وإيمان وقبول تام واعتقاد جازم، مستوفيا لشروطه التي وضعها الخلاق العليم لم يقاومه الداء أبدا.
وهذا الكتاب محاولة لاستبانة ما ورد في القرآن الكريم، من حديث عن نعمة الأغذية القرآنية وبيان ما تحويه من المنافع والفوائد لبني الإنسان.