معالم الأدب العربي في العصر الحديث
المؤلف: عمر فروخ
ناشر الكتاب: دار العلم للملايين
عدد الصفحات: 1422 صفحة
الأدب، في الأصل، وجه من وجوه التعبير عن المعاني. ولكن إذا كانت تلك المعاني جديدة شريفة (في موضوعات
تليق بالكرامة الإنسانية)، كان ذلك التعبير صحيحا متينا ثم كان في ذلك التعبير عن تلك المعاني خيال سليم
جميل، كان الأدب أجود؛ ولقد كان الأدب عموما عند جميع الأمم المتحضرة في الأيام الخالية أسمى وأجود، يوم
كان الأدب هو الفن السائد في حياة تلك الأمم. فلما اشتغل العقل الإنساني بالعلم المادّي وضاق وقت الإنسان عن
العناية الدقيقة في تخريج المعاني وعن التّمهل في صياغة التراكيب وعن الإستغراق في أقتناص أطراف الخيال،
فقد الأدب- عندنا وعند غيرنا- كثيراً من جودته ومن الإبتكار فيه. وبعد الفتح العثماني مر الأدب العربي في أطوار
من الصعود ومن الهبوط. ثم كثر الذين تعلموا اللغتين التركية والفارسية من العرب، فدخل من أجل ذلك على اللغة
العربية نفسها خصائص جديدة وتسرب إلى الأدب العربي أشياء من الخيال التركي ومن التعبير التركي، فكان ذلك
عنصر قوَة عند الأدباء الكبار، أو عنصر ضعف عند غيرهم. ثم إتسعت دائرة الأدب العربي إلى بلاد الروم وأصبح الروم (أي الأتراك العثمانيون) ينظمون الشعر العربي ويكتبون النثر العربي مثل العرب الذين
كانوا معاصرين لهم. وربّما فاق هؤلاء أولئك مرّة، وسما أولئك على هثلاء مرة أخرى. وجاء العصر الحديث بفنون
وأغراض إنسانية لم تكن معروفة من قبل.
وفي هذا الكتاب، تناول المؤلف معالم الأدب
الحديث في العصر الحديث حيث قام بذكر نفراً من العلماء والفقهاء والمؤلفين ممن لا يذكرهم المؤلفون في الأدب
في العادة. وأورد عدداً من التراجم لأدباء لايرقى أدبهم في الشعر والنثر إلى المستوى المألوف بين المصنفين للكتب
الأدبية. وذلك لأن الأدباء في كل عصر كثيرون كثرة يستحيل معها أن يحيط بأخبارهم جميعا كما جعل صورة
العصر عدداً من الأدباء الذين دلّ على مكانتهم بإيراد شيء يسير من نتاجهم من البيتين والثلاثة أبياتاً. كما أشار إلى
التراجم المكرورة في هذا الجزء بحصر كل عنوان من عناوينها بين نجمين صغيرين.